الثلاثاء, أبريل 16, 2024
تقارير

الجبهة الثورية.. رسائلٌ من أجل السلام الشامل والانتقال الديمُقراطي

تقرير: محمد إبراهيم

أكدت الجبهة الثورية أن السلام العادل الشامل يمثل مطلباً أولياً لها والحكومة الانتقالية، للانتقال مما وصفتها بظلمات الماضي والدخول في مرحلة تأسيس (سودان جديد) يسع كل السودانيين.

وعقدت قيادات الجبهة الثورية الثلاثاء المنصرم مؤتمراً صحفياً بمقر (سونا) بالخرطوم، بهدف توضيح تفاصيل اتفاق السلام الذي تم توقيعه في (3) أكتوبر الماضي بجوبا للشعب السوداني.

عتبة أولى

وأوضح نائب رئيس الجبهة الثورية، ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال مالك عقار إير، أنهم مع وحدة السودان أرضاً وشعباً، وضد التشظي، وقال: (لم نأت للخرطوم غزاة، ولكن صناع سلام بموجب اتفاق تم بالتراضي)، وأضاف: (الآن وقت الانقلابات العسكرية في السودان قد ولى إلى غير رجعة)، وأشار إلى الذكرى (62) لأول انقلاب في البلاد ومنه استمرت الاخفاقات والانقلابات، وأبان أن ثقافة الانقلابات باتت مجرمة عالمية ولا يمكن التعويل عليها في بناء الدول.

وتابع أنه شخصياً كان مع وحدة السودان،حتى حينما انفصل الجنوب، وكان صوته مع وحدة السودان في الحركة الشعبية لتحرير السودان، ولفت إلى أن الحكم الذاتي للمنطقتين سيكون في اطار السودان الموحد، ونبه إلى أنه لن يتبوأ أي منصب تنفيذي.

وقال عقار، إن الجيوش التي جاءت معهم للحراسة مؤقتاً، وسيكون منها جيشاً سودانياً مهنياً يعكس التنوع، وذكر: (لم تأتِ غازية للخرطوم)، ولفت إلى أنهم قد وضعوا الحرب وراء ظهورهم، وأن فقراء مناطق الحرب ليسوا كفقراء المدن، (لأن مطالبهم ليست خبزاً ولا مطبات شوارع، وإنما العودة لمناطقهم والعيش الكريم)، وأشار إلى أنهم مع قوى الثورة بكل مكوناتها المدنية والعسكرية ومع الشارع السوداني، لـ (بناء سودان جديد، سودان يسع الجميع، وبمواطنة بلا تمييز).

اتفاق جوبا

ومن جانبه أوضح رئيس تجمع قوى تحرير السودان الطاهر إدريس حجر، أن السلام العادل الشامل هو مطلب أولي للجبهة الثورية والحكومة الانتقالية، للانتقال من ظلمات الماضي المظلم والدخول في مرحلة تأسيس سودان جديد يسع كل السودانيين، وذكر أن ما تم في جوبا وتوقيع السلام تضمن كيفية صناعة الدستور وتحديد موعد للمؤتمر الدستوري، ولفت إلى وضع المهمة أمام الشعب لتحديد شكل ومسار الدولة السودانية، باعتبار أن المواطنين هم أصحاب الحق في تحديد خياراتهم دون وصاية من أحد. وأشار حجر، إلى أن الاتفاق عالج قضية الدين والدولة، حيث نص على حيادية الدولة إزاء جميع الأديان، وقطع بأن أكبر إيجابيات الاتفاق هو وقف الحرب وتحويل أموال الحرب والطاقات المبذولة فيها إلى السلام والتنمية.

ودافع رئيس تجمع قوى تحرير السودان عن التمييز الإيجابي الذي أقره اتفاق سلام جوبا لبعض المناطق في البلاد، واعتبر أن ذلك ليس خصماً على بقية المناطق، (بل لتنفيذ العدالة وإلحاق المناطق الأقل تنمية بالتي فيها تنمية نسبية في جميع مجالات الحياة)، ولفت إلى أن اتفاق جوبا جرم العنصرية ودعا لسن التشريعات والقوانين التي تعمل على حماية النسيج الاجتماعي ومحاربة الظواهر السالبة.

تجاوز المحنة ومراقبة التنفيذ

ومن جهته نبه رئيس الجبهة الثورية د. الهادي إدريس، إلى المعاناة اليومية التي يتكبدها المواطن السوداني، وأثنى في الوقت ذاته على ما وصفها بالروح الإيجابية المليئة بالأمل والتفاؤل وبغدٍ أجمل رغم كل الصعاب، ودعا المواطنين للعمل معاً لتجاوز المحنة ومراقبة تنفيذ اتفاق جوبا للسلام.

ودعا رئيس الجبهة الثورية، قوى الحرية والتغيير وكل قوى الثورة والقيادة العسكرية الى معالجة كل خلافاتهم لمصلحة بناء الوطن، وقال: (نتطلع لعمل كل ما هو إيجابي من أجل بناء وطن ينعم فيه الجميع بالاستقرار)، وشدد على ضرورة أن يذهب الجميع لمرحلة التأسيس .

مسار الشرق

ومن ناحيته ذكر رئيس الجبهة الشعبية للتحرير والعدالة خالد إدريس -من مسار شرق السودان- إن مسار شرق السودان خاطب وعالج كل قضايا الإقليم، وأوضح أن الاتفاق تجاوز اتفاق أسمرا، ودعا المكونات الاجتماعية والجهات في شرق السودان التي ترفض مسار الشرق للتمعن في بنود الاتفاق والإضافة عليها حتى يستفيد منها مواطنو الشرق.

وبدوره رأى الناطق الرسمي باسم الجبهة الثورية، ورئيس مؤتمر البجا المعارض أسامة سعيد، أن مسار الشرق خاطب كل مشاكل شرق السودان وعمل على إزالة التهميش الثقافي والسياسي والاجتماعي الذي يعاني منه الشرق ونتج منه الثالوث اللعين (الفقر والمرض والجهل).

ونبه سعيد، إلى أن الاتفاق خصص نسبة (30%) من موارد الشرق للتنمية في جميع الأصعدة، بجانب تخصيص أكثر من (340) مليون دولار لحل إشكاليات المياه والصحة والتعليم وإعفاء أبناء وبنات الشرق من الرسوم الجامعية.

وأعلن سعيد عن قيام مؤتمر جامع لكل مكونات الشرق الشهر المقبل للتباحث حول مسار الشرق ومعالجة التوترات الراهنة التي نتجت عنه، وأكد استصحاب كل توصيات المؤتمر في مسار الشرق واعتبارها جزءاً من الاتفاق، واعتبر الاختلاف أمراً طبيعياً يتم تجاوزه عبر إعلاء قيمة الوطن والحوار الهادف.

مسار الشمال ومهجري السد العالي

وفي سياق ذي صلة أبان رئيس تحرير حركة كوش، ورئيس مسار الشمال محمد داؤود بنداك، أهمية اتفاق سلام جوبا، واعتبر أنه عالج كل قضايا شمال السودان تاريخياً، وقال: (الاتفاق ألغى القرار 206 الذي أصدره المخلوع البشير وبموجبه صادر كل أراضي الولاية الشمالية)، وأعلن عن عودة كل الأراضي لأصحابها.

وأعلن داؤود، عن اتفاق المسار مع الحكومة على ضرورة عودة مهجري السد العالي وتعويضهم بقطع أراضٍ سكنية وزراعية، إضافة لقرار مراجعة كل الأراضي التي منحت للشركات والجهات الأجنبية بعقود طويلة الأجل، وأعلن عن قرار تدريس اللغة النوبية بالمناهج للطلاب باعتباره حقاً ثقافياً أصيلاً.

اعتراف بالأخطاء

واعترف رئيس حزب المؤتمر السوداني وممثل قوى الحرية والتغيير عمر الدقير، بتخلل الفترة الانتقالية للكثير من الأخطاء والتجاوزات التي لا تلبي أشواق وطموحات الجماهير، ودعا لمعالجة الأخطاء بالاعتراف بها والعمل على تصحيحها، وطالب بضرورة استكمال هياكل السلطة الانتقالية وتشكيل المجلس التشريعي الذي يجد فيه كل السودانيين أنفسهم ويكون رقيباً وضميراً للشعب في مراقبة حكومته، ودعا لتشكيل المفوضيات كافة التي نصت عليها الوثيقة الدستورية.

وأبدى الدقير، استغرابه من عدم تشكيل المحكمة الدستورية حتى الوقت الراهن، واعتبرها أهم جزءٍ في مكونات أجهزة الدولة المدنية، وأن غيابها يشكل تهديداً للحريات العامة ويحرم المواطنين من تقديم دعاوى دستورية ضد الحكومة، وقال: (هذا التأخير لا يليق بحكومة ثورة).

ونبه رئيس حزب المؤتمر السوداني، وممثل قوى الحرية والتغيير، إلى أن أزمات الدولة السودانية متوارثة منذ الحكومات الأولى ولا تزال تعرقل مسيرة الانتقال الديمقراطي، ودعا جميع فصائل قوى إعلان الحرية والتغيير للعودة للحاضنة السياسية، وناشد كل من حزب الأمة لفك التجميد في قوى الحرية والتغيير وحل الخلافات داخل أيقونة الثورة تجمع المهنيين السودانيين وعودته، وطالب بعودة الحزب الشيوعي والعدول عن قراره القاضي بالخروج من (قحت).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *