وباء (كورونا) يفاقم أزمة النظام الصحي ويضعه على المحك
الخرطوم: حسين سعد
اعلنت وزارة الصحة الاتحادية عن تسجيل (309) حالة إصابة جديدة بفايروس كورونا و(8) حالات وفاة وتعافي (45) حالة الخميس وذلك حسب التقرير الوبائي للوزارة .وبذلك يرتفع إجمالي العدد التراكمي للاصابات منذ بداية الجائحة الى (15839) متضمنة (1193) وفاة، فيما بلغ جملة المتعافين (9727) حالة.
واشار التقرير الوبائي الى أن (13) من الولايات سجلت حالات إصابات جديدة ، حيث سجلت الحالات بولاية الخرطوم (264) حالة، ولاية الجزيرة (18) حالة، ولاية النيل الابيض (1) حالة ، ولاية سنار (5) حالة ولاية النيل الازرق (1) حالة ، الشمالية حالة واحدة ،ولاية نهر النيل (4) حالات ، وجنوب دارفور حالة واحدة، و كسلا 3 حالات ، القضارف حالة واحدة ، ولاية البحر الاحمر (6) وشمال كردفان حالتين وجنوب كردفان حالتين.
من جهته كشف مدير عام وزارة الصحة بولاية نهر النيل عن تسجيل 25 حالة إصابة مؤكدة بفايروس كورونا و7 وفيات منذ بداية الموجة الثانية من جائحة كورونا . واشار في تنوير للإعلاميين امس إلى وجود خمسة مراكز عزل في الولاية سعتها 85 سرير، اثنين منها في عطبرة إلى جانب مراكز في الدامر و ابوحمد و شندي.
ومن جهتها نعت وزارة الصحة الاتحادية سبعة من الأطباء وافتهم المنية بسبب جائحة كوفيد 19 ووصفتهم بالجنود المجهولين الذين يقفون كحائط صد امام فيروس فتاك.
وهم د.كامل محمد عبدالله استشاري طب العيون والذي توفي يوم الأربعاء 11 نوفمبر، ود. ايمان احمد البشير مدير إدارة صحة الام والطفل بوزارة الصحة ولاية الخرطوم والتي توفيت يوم الجمعة 13 نوفمبر، ود. نعيم عبدالرحمن استشاري طب العيون بالحصاحيصا الذي انتقل الى رحمة مولاه يوم الاثنين 16 نوفمبر، والفريق د. عزالدين محمود عبده، استشاري المختبرات الطبية والذي توفي يوم الأربعاء 18 نوفمبر، وبرفيسور التوم سراج الدين استشاري المختبرات الطبيةوالذي توفي يوم الأربعاء 18 نوفمبر ، ود. محمد إبراهيم الطاهر استشاري الأشعة الذي توفي يوم الخميس 19 نوفمبر، وأ. احمد احيمر خبير التحصين بمنظمة الصحة العالمية ومدير تحصين الأطفال السابق بولاية النيل الأزرق والذي توفي يوم الخميس 19 نوفمبر.
وفي المقابل كشف تجمع المهنيين السودانيين عن تسجيل 7 وفيات وسط الكوادر الصحية المختلفة بسبب جائحة كورونا خلال الأسبوع المنصرم. واعتبر التجمع في بيان له الجائحة بالتهديد الجدي للأمن القومي، ونوه التجمع إلى إن الموجة الثانية من الجائحة تأتي في ظل تعقيدات غير مسبوقة مثل شح الأدوية ونقص الكوادر البشرية في مراكز العزل وإعلان نواب الاختصاصيين الإضراب إبتداءً من غداً الثلاثاء وطالب الدولة باتخاذ التدابير الصحية الوقائية اللازمة لمحاصرة الجائحة والتقليل من انتشارها موضحين أن الإجراءات الوقائية هي النموذج الأسلم للحالة السودانية باعتبار تردي وضعف نظام الخدمات الصحية.
وفي المقابل هددت الكوادر الطبية العاملة في مركز العزل بمستشفى يونفيرسال الدخول في إضراب عن العمل خلال 72 ساعة في حال عدم الاستجابة لمطالبهم بتحسين بيئة العمل وتشغيل المعمل وتوفير كوادر إضافية لمقابلة الارتفاع في عدد الحالات الواردة.
وأشاروا إلى سوء الأوضاع في مركز عزل يونيفرسال وتعطل أجهزة التكييف الأمر الذي دفع المرضي لجلب المراوح من منازلهم في مخالفة صريحة لقواعد السيطرة على العدوى . واوضح الأطباء بمركز يونيفرسال عدم وجود معمل داخل المركز مع نقص كبير في الأدوية بما فيها الأدوية الأساسية المستخدمة في علاج الكورونا. ونوهوا لعدم وجود جهاز الأي بي جي المستخدم في قياس نسبة غازات الدم، و النقص الكبير في الكوادر العاملة في الخدمة الصحية المتخصصة إلى جانب نقص معينات الحماية المتمثلة في الكمامات الخاصة.
واشتكوا من عدم توفر وجبات مستمرة للكوادر العاملة وعدم صرف راتب شهر أكتوبر للعاملين في مركز يونيفيرسال.
وفي السياق حذرت جهات طبية من العواقب الوخيمة للموجة الثانية لجائحة كورونا في البلاد في ظل الانهيار الشامل للنظام الصحي وعدم وجود خطة تدخل واضحة من وزارة الصحة . فيما اشار مواطنون للارتفاع الملحوظ في حالات الوفاة في الخرطوم والولايات.
واشارت رابطة الأطباء الاشتراكيين في بيان لها إلى عدم توفر الأدوية والاوكسجين والكوادر الطبية إلى جانب عدم وجود نظام للفرز والإحالة بالمستشفيات وتنويم مرضى الكورونا بجانب الحالات الأخرى .
وكشفت رابطة الأطباء الاشتراكيين عن امتلاء مراكز عزل بمستشفى يونيفرسال ومركز مستشفى الخرطوم مع التصاعد المتزايد في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا.
وقالت الرابطة إن الاحصائيات التي تعلنها الوزارة في تقريرها اليومي لا تعبر عن الوضع الوبائي الحقيقي لعدم وجود خطة لاستيعاب معلومات المعامل الخاصة.
إلى ذلك كشف مكتب رئيس الوزراء عن إصابة وزير شؤون مجلس الوزراء السفير عمر بشير مانيس بفيروس كورونا . واوضح المكتب في صفحته على الفيسبوك ثبوت إصابة الوزير عقب ظهور نتيجة الفحص المعملي أمس موضحاً أنه الآن بصحة جيدة ويتلقى الرعاية الصحية اللازمة. ونوه المكتب إلى استمرار عملية الفحص والتتبع لمن خالطهم الوزير بحسب الإجراءات الصحية المُتبعة بواسطة وزارة الصحة الاتحاديّة.
وفي ذات السياق أوقف جهاز تنظيم شئون السودانيين بالخارج العمل بالصالة الاجرائية لسيارات المغتربين لمدة 15 يوماً اعتباراً من امس الأحد بسبب ظهور حالات إصابة بفيروس كورونا.
كما ألزم الجهاز موظفي الأمانة العامة والموظفين العاملين في لجنة الميزانية بحجر أنفسهم لمدة اسبوعين بينما قرر الجهاز إلزام اي موظف في الجهاز تظهر عليه أعراض الكورونا بالحظر لذات المدة.