النيل الأزرق تجمع أصحاب المصلحة لتحقيق العدالة الانتقالية
النيل الأزرق: هويدا من الله
شهدت ولاية النيل الأزرق إقامة ورشة حول العدالة الانتقالية لتجاوز مآسي الحروب والنزوح والتهجير القسري.
ونصت الوثيقة الدستورية واتفاقية سلام السودان الموقعة في عاصمة جمهورية جنوب السودان جوبا في (3) أكتوبر الماضي، على إنشاء مفوضية العدالة الانتقاليه بهدف إزالة الغبن وجبر الضرر، وصون كرامة الإنسان والإنصاف والاعتراف بالانتهاكات ومنع وقوعها مرة أخرى.
وأقيمت الورشة في قاعة فندق مشام بحضور أصحاب المصلحة، في أيام (29 -30- 31) من ديسمبر الماضي، ليقول أصحاب الاختصاص كلمتهم عن العدالة الانتقالية.
وذكر ميسر الورش حافظ موسى طه لـ (مدنية نيوز) أمس الأول، أن الغرض الأساسي من الورشة هو تهيئة المجتمع الذي وقع عليه الانتهاك (النازحون واللاجئون والمهجرون والمختفون قسرياً) في النيل الأزرق للوعي بأهمية العدالة الانتقالية استناداً على ما جاء في الوثيقة الدستورية لإنشاء المفوضية الخاصة بالعدالة الانتقالية.
وأضاف: (لذلك كان لابد من الحديث عن آليات وأقسام العدالة الانتقالية حتى يعيها المجتمع المتضرر وتتحقق العدالة المنشودة.
ومن جانبه قال القاضي (ح. س) لـ (مدنية نيوز) إن أهمية الورشة تأتي من ضرورة التعريف بأن العدالة الانتقالية سترد الحقوق وتجبر الضرر بالقوانين ومعاقبة مرتكبي الانتهاكات والمعالجة النفسية للضحايا وتفعيل التمييز الإيجابي للمناطق التي تأثرت بالانتهاكات، وذلك عبر التدابير لقضائية الخاصة بالعدالة الانتقالية، التي تشمل الإجراءات القانونية التي تتخذ ضد من ارتكبوا الانتهاكات.
وتابع: (تبدأ هذه الإجراءات منذ فتح الدعوى الجنائية تحت إشراف النيابة حتى مرحلة المحاكمة التي ستتم بواسطة محاكم مختصة.
وأردف: كذلك لابد من تعريف المجتمع بأن هناك تدابير غير قضائية تتمثل فيما يسمى بلجان الحقيقة (التحقيق) وهي لجان يتم تكوينها بواسطة الجهات الرسمية للتحقيق في أمر محدد ومن ثم رفع توصيات بما تم في ذلك، فإذا أسفر التحقيق عن مخالفة جنائية يتم اتخاذ إجراءات جنائية إما إذا لم يكشف عنها فيتطلب الأمر جبر الضرر بالتعويض، بالإضافة إلى التعهد من الجهات التي ارتكبت الانتهاكات بعدم التكرار، والغرض من كل ذلك هو تحقيق المصالحة الوطنية ورتق النسيج الاجتماعي في المناطق التي تأثرت بالانتهاكات.
ومن جهته أوضح المتدرب/ الشيخ علي النور، وهو من نازحي محلية باو في إفادة لـ (مدنية نيوز) أن أهمية الورشة تأتي أولاً في الفصل والتفريق ما بين العدالة الاجتماعية والعدالة الانتقالية، ومعرفة كيفية رصد الانتهاكات لتسهيل عمل الجهات المختصة وحماية من انتهكت حقوقهم بعد التصريح بما وقع عليهم من انتهاك.
وذكر الشيخ: (أقيمت الورشة في التوقيت الصحيح في ظل التغييرات التي تمر بها البلاد، ومثل هذه الورش تدعم التعايش السلمي وتوضح أن السودان للجميع).
وفي السياق أبان المتدرب محمد آدم، وهو من نازحي منطقة الكدالو أن الفائدة الأولى من الورشة تتمثل في وجود القاضي ووكيل النيابة والمتضررين في مكان واحد خارج أسوار المحاكم، وقال: (هذا يساعد على تقريب وجهات النظر بين الطرفين ويخلق علاقة مميزة حيث يمكن للمتضرر الاستفسار عن الكثير من القضايا العالقة في الذهن ليجد الإجابة من أصحاب الاختصاص لأن العدالة الانتقالية تحتاج حواراتٍ ونقاشاتٍ مرنة لاختلاف الانتهاكات واختلاف المناطق والأفراد الذين ارتكبت في حقهم تلك الانتهاكات.