تعرض والي غرب دارفور لمحاولة اغتيال
الخرطوم: حسين سعد
تعرض والي ولاية غرب دارفور محمد عبد الله الدومة، لمحاولة إغتيال بواسطة المليشيات المسلحة مساء يوم الثلاثاء.
وقالت هيئة محامي دارفور في بيان لها في وقت متاخر من الليل ان مليشيات مسلحة هاجمت مساء اليوم الثلاثاء الساعة الثامنة والنصف، مقر إقامة محمد عبد الله الدومة والي ولاية غرب دارفور وذلك بمدينة الجنينة وحاولت إغتياله، واوضح البيان ان حراسة الوالي تصدت لها وولت المليشيات هاربة، واشارت الهيئة في بيانها بان ما يحدث بولاية غرب دارفور ناجم عن عدم قدرة الدولة على القيام بواجبها في حماية مواطنيها، وغياب هيبة السلطة.
وفي السياق نفى والي غرب دارفور محمد عبد الله الدومة، اتهامه للحكومة التشادية بالضلوع في أعمال النهب في معسكر كريندنق.
وقال خلال لقائه امس القائم بالأعمال التشادي الذي يزور الولاية بدعوة من الوالي، إن تصريحه انحصر حول مجموعات متفلتة قادمة من تشاد قد تكون سودانية او غير سودانية ، موضحاً إن الأمر تم بدون علم ومعرفة الحكومة التشادية. واكد ان الحدود بين الولاية وتشاد تتجاوز 700 كيلومتر ومن الصعوبة بمكان تغطيتها بواسطة القوات المشتركة . واشاد بدور القوات المشتركة في استباب الأمن في الحدود.
كما أشاد بدور تشاد في تعزيز الأمن والسلام في السودان منوهاً إلى أزلية العلاقات بين البلدين.
كما اشاد بدور الرئيس التشادي ادريس ديبي في اتفاق سلام جوبا وقال إن هذه العصابات تقوم بأعمال النهب في غرب دارفور والاقليم المجاور في تشاد. مؤكد انه لا يمكن أن يسيء لتشاد.
وكان وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة التشادية السفير شريف محمد زين ، نفي في بيان له الاثنين مشاركة تشاديين في أحداث الجنينة.
وبحسب بيان الحكومة التشادية – الذي نُشر على الصفحة الرسمية لوزارة الإعلام – فإن القوة المشتركة التشادية السودانية المسؤولة عن مراقبة الحدود المشتركة، لم تسجل أي عبور للجماعات المسلحة إلى السودان.
وتابع البيان الحكومي “على العكس من ذلك، لجأ ثمانية ضباط شرطة بأسلحتهم إلى تشاد بحثا عن مأوى”، واوضح البيان أن تشاد مستعدة للمشاركة في لجنة تحقيق مشتركة لتسليط الضوء على هذا الاتهام بالخطير الذي لا يمكن تبريره في ظل الجهود المشتركة للبلدين ولمواصلة تعزيز تعاونهما الثنائي.
الى ذلك كشفت عدد من منظمات المجتمع المدني عن نزوح أكثر من 50 الف شخص من معسكر كريندنق والقرى المجاورة جراء أحداث الجنينة . فيما لجأت أعداد أخرى إلى تشاد.
وأعربت منظمة إنقاذ الطفولة في السودان عن قلقها البالغ إزاء التصاعد الأخير في العنف ، والذي أدى إلى نزوح جماعي للعائلات من منازلهم. ولقي العشرات حتفهم ، بعضهم من الأطفال ، وأصيب كثيرون آخرون.
وأعرب أرشد مالك ، المدير القطري لمنظمة إنقاذ الطفولة في السودان عن خشيته من أن يكون العديد من الأطفال قد انفصلوا عن والديهم ، وسيكونون الآن عرضة لخطر الاستغلال” وأضاف. “لقد رأينا صورًا مزعجة للمصابين والمحتضرين على أرضيات وممرات المستشفيات، وسمعنا تقارير عن وصول أعداد كبيرة من المصابين إلى المرافق الصحية مع عدد قليل من الطاقم الطبي لرعايتهم. “
وطالب الجهات المانحة بالسعي لتلبية احتياجات الأطفال النازحين ، الذين يعيش العديد منهم الآن في ظروف مأساوية مشيراً إلى الحاجة الماسة لخدمات صحية متنقلة وتوفير أدوات النظافة وحفر الآبار والمراحيض لتجنب انتشار المرض. كما اكد ضرورة توفير خدمات حماية للأطفال المنفصلين عن عائلاتهم ، حتى يتمكنوا من لم شملهم مع ذويهم في أقرب وقت ممكن.
وفي المقابل أعلنت تنسيقية لجان المقاومة بمدينة الجنينة تكوين غرفة طوارئ لتقديم العون الإنساني والطبي لمتضرري أحداث الجنينة مطالبة المنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل مؤكدة ضرورة قيام الحكومة الإنتقالية بدورها تجاه مواطنيها.
واشارت التنسيقية في بيان لها إلى وجود مخطط و مؤامرة مُحكمة أدت لاندلاع أحداث الجنينة ونوهت إلى أن هناك خطابات تحريض وتعبئة تحول الأحداث الجنائية إلى أحداث عنف تأخد طابع قبلي.
وأكدت ان مسئولية إلقاء القبض على أي جاني في أي قضية جنائية هي من مهام الشرطة والأجهزة المختصة وليست من مهام أهل المجني عليه. وقالت إن كل من يحمل السلاح في الشوارع ولا يلتزم بقرار حظر التجول المفروض، عليه أن يتحمل نتائج ذلك وأن لا يلعب دور الضحية.
من جانبه دعا المجتمع المدني في غرب دارفور اصحاب الضمير الحي بمد يد العون للذين نزحوا من معسكر كريندنق والمناطق الأخرى بولاية غرب دارفور مثل قوكَر، هشابة، انجيمي، اسونقا تاركين .
وأشار في بيان إن عملية نقل الجثامين من معسكر كريندنق لم تكتمل بعد نسبةً لوجود المتفلتين بالمنطقة مع إستمرار نهب ما تبقى بكريندنق في ظل صمت تام للقوات النظامية.
وأكد البيان تأييد قرارات الوالي وأسناده لإنجاز مهامه الأمنية. متهماً الجهات الأمنية بعدم الانصياع لأوامره وقرارات لجنة الأمن والتعامل السيئ مع الواقع.
ودعا لمحاسبة قادة الأجهزة الأمنية على القصور الواضح الذي كلّف المواطنين من ازهاق في الأرواح وشلل في الحركة.