جيشنا الأبيض.. اليوم الوطني للكوادر الطبية
الركيزة
أيمن سنجراب
جيشنا الأبيض.. اليوم الوطني للكوادر الطبية
تحدثت في مساحة سابقة عن المخاطر التي تواجهها الكوادر الطبية وهي تؤدي واجبها في مواجهة جائحة (كورونا) التي ضربت العالم ويهدد خطرها سوداننا الحبيب، وكيف أن تلك الكوادر تمثل خط دفاعنا الأول حيث لا حول لنا ولا قوة لمكافحة هذا الوباء الذي هز أركان أعتى الدول، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار النظام الصحي المتردي الذي أورثه النظام المخلوع لحكومة الفترة الانتقالية.
وها هي الأيام تثبت ما ذهبنا إليه عن عظمة تضحيات كوادرنا الطبية (جيشنا الأبيض) حيث نقلت الأخبار إصابة (17) طبيباً سودانياً بـ(كورونا)، بجانب المخاوف المتزايدة من انهيار النظام الصحي، بالإضافة إلى خروج نحو (500) من العاملين في القطاع الصحي من الخدمة بعد عزلهم، نتيجة مخالطتهم مصابين بالوباء، وذلك طبقاً لـ(سودان تربيون) الأربعاء الماضي.
ويزداد الخطر على الكوادر الصحية من تكتم المرضى ومرافقيهم على الأعراض فيكشف الأطباء على المريض دون اتباع التحوطات الخاصة بإمكانية الاشتباه بالإصابة بـ(فيروس كورونا) وبعد الشك في إمكانية الإصابة وتحويل المريض لإجراء الفحص تكون النتيجة إيجابية، ولا أدري سبباً لعدم الإفصاح عن أعراض (كورونا) خاصة أنه لا وصمة له، والأمانة تقتضي الإفصاح عن الأعراض مهما كان نوع المرض تجنباً لأذى الآخرين ولأن البوح بالأعراض يساعد على التشخيص السليم للمرض وبالتالي تحديد الوصفة العلاجية المناسبة.
علينا كمجتمع أن نتحمل مسؤوليتنا كاملة وألا نزيد نسبة الخطر على كوادرنا التي تعمل في ظروف بالغة التعقيد والخطورة، وأن نعلي من شأن الكادر البشري باعتباره المورد الأعلى والأغلى وأن نعمل جاهدين بشكل رسمي وشعبي على توفير ما يلزمهم من احتياجات وتخفيف الضغوط عليهم لا إضافة أعباء ومخاطر.
وخروج عدد من الكوادر الطبية عن الخدمة يزيد الضغوط على زملائهم وزميلاتهم لسد الفجوة، وهذا يؤثر على أداء مستشفياتنا ومراكزنا على قلتها فقد جاء في ذات الخبر عن إصابة (17) من الأطباء أن لجنة الأطباء كشفت عن تعطل جزئي في عمل (12) مستشفى بسبب عزل كادرها الطبي، بعد مخالطتهم حالات اشتباه وحالات إصابة بـ (الفيروس)، فلماذا لا نتعامل مع حالات تسبيب الضرر للكوادر الطبية بالحسم اللازم والمستحق بالمواجهة القانونية حماية للقطاع الطبي والمجتمع؟!.
نسأل الله أن تنقضي هذه الأيام بتسليم السودان والعالم من هذه الجائحة، وأن تكلل جهود العاملين في الحقل الطبي بالنجاح وأن نقابله بالتقدير اللائق وقد رأينا في دول كثيرة تحية الكوادر في توقيت عودتها من (الدوام) بالتصفيق والورود والكتابة بالأوراق الملونة على جدران مساكنهم وتعليق (البالونات) حباً وتعظيماً لأدوراهم فأين نحن من ذلك؟!، ونقترح في هذا المقام تخصيص الحكومة يوماً وطنياً يسمى (اليوم الوطني للكوادر الصحية) تقديراً لجهودهم في مواجهة وباء (كورونا)، وكذلك بعد انقضاء الجائحة وسلامة العالم منها بإذن الله نقترح أن تتبنى حكومة الفترة الانتقالية ومنظمات المجتمع المدني إعلان (اليوم العالمي للكوادر الصحية) في ذكرى أول حالة إصابة بالـ(فيروس) ليكون ذلك أقل تقدير لجهود (الجيوش البِيض) التي أذهلت العالم بأدائها وتفانيها ليعم السلام والأمن العالم ولتنعم الإنسانية بالحب والخير.