السبت, أبريل 20, 2024
مقالات

أدركوا محصول القمح

الركيزة
أدركوا محصول القمح

بقلم: أيمن سنجراب

تمكن مزارعو مشروع الجزيرة والمناقل من اجتياز صعوبات جمة ومتاريس عديدة في الموسم الشتوي الماضي من مشاكل الري حتى خطر الحريق الذي هدد محصول القمح ليتمكنوا فيما يشبه المعجزة من تحقيق إنتاجية عالية وصلت في بعضها (30) جوالاََ للفدان، إلا أن تلك الجهود يهددها الخطر وهي على المحك.
ما حققه المشروع من إنتاجية بلغت (6.5) ملايين جوال مع إنتاج بقية المشروعات يمكن أن تسد حاجة الاستهلاك لشهور، مما يخفف على الدولة عبء الاستيراد ويوفر عليها جزءاََ من فاتورة النقد الأجنبي، حيث يكلف القمح خزينة المالية حوالي (2) مليار دولار سنوياََ لاستيراد (2) مليون طن سنوياََ، طبقاََ لتجمع الزراعيين السودانيين الذي أطلق نداءََ عاجلاََ لإنقاذ محصول القمح من التلف ومن المطر، حيث أشار إلى استلام البنك الزراعي (2.2) مليون جوال قمح زنة (100) كيلو في مطلع يونيو الجاري من جملة إنتاج المشروع للعروة الشتوية، وهذا يدفعنا التساؤل (هل يعني ذلك أن ثلثي الإنتاج معرض للخطر؟)، إن كان الأمر كذلك فنحن أمام كارثة تتطلب التدخل الفوري وبالطاقات القصوى.
لقد استبشر المزارعون خيراََ بالثورة وكانوا وقوداََ لها عبر نضالات تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل، وبعد سقوط النظام انتظموا في (الحواشات) في كافة مراحل العمليات الزراعية حتى تكللت جهودهم بإنتاجية يمكن وصفها بالمعجزة في ظل الظروف التي مر بها المشروع والتدمير الممنهج للنظام المخلوع.
ولكن هل يعقل بعد كل ذلك الكفاح أن تكون ثمرة تلك الجهود هي الضياع؟!، فالمحصول يتهدده التلف نتيجة الصعوبات التي تعترض تسليمه للبنك الزراعي، وحسناََ فعل تجمع الزراعيين بإطلاق ذلك النداء لإنقاذ المحصول ومجهودات المزارعين من الضياع، وهو بذلك يضع المسؤولية على رقاب من هم في مواضع القرار، ومن محاسن الصدف أن النداء يتزامن مع تعيين رئيس مجلس إدارة جديد للمشروع (صديق عبد الهادي) الذي تفاءل المزارعون خيراََ بتعيينه ليكون بشارة خير لاستعدال أوضاع المشروع ووضعه في مساره الصحيح ليعود بالخير على الزراعة والمزارعين والعمال الزراعيين وأهل السودان.
ونحن بدورنا نضع هذا النداء على طاولة المسؤولين كافة في مجلس الوزراء ووزارة الزراعة وإدارة المشروع لتدارك الأوضاع والتحرك بأسرع ما يمكن ووضع خطة عاجلة للتعامل مع الموقف تمكن من وصول المحصول لمخازن الدولة وتحفظ حقوق المزارعين، ويمكن للدولة أن تتعامل مع الوضع في الإطار الثوري وتشرك الجماهير في الحلول لحفظ المحصول.
إن أي تباطؤ سيضع الإنتاج على المحك ويجعله عرضة للتلف وبالتالي (يهرد حشا المزارعين) ويعرضهم للخسائر فينعكس ذلك يباساََ على الحواشات في الموسم الصيفي، وبعد أن أطلق تجمع الزراعيين السودانيين النداء وقرع أجراس الإنذار بخطورة الموقف، هل يسمع الأحياء ممن هم في موقع المسؤولية؟!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *