بروفيسور صلاح الدومة لـ(مدنية نيوز): تعطيل المجلس العسكري لدولاب الدولة خطر يواجه الفترة الانتقالية
– القوى السياسية مُخترَقة والتوم هجو يخدم الدولة العميقة
– السلام ناقص وفيه تشويه لكن ليس بالإمكان أفضل مما كان
حوار: عازة أبو عوف
اعتبر أستاذ العلوم السياسية والمحلل السياسي، بروفيسور صلاح الدومة، أن عدم وحدة المعارضة السودانية يهدد الفترة الانتقالية، واتهم ممثلي المكون المدني بمجلس السيادة بالتدجين من قبل الدولة العميقة، وقال: (تم تدجينهم من قبل الدولة العميقة الممثلة في المجلس العسكري بالمجلس السيادي).
وتحدث الدومة، عن الأحزاب السياسية والوضع الراهن، وفي المساحة التالية تطالعون مجريات الحوار:
ما رأيكم في الوضع السياسي الراهن في السودان؟
الوضع السياسي الراهن عبارة عن حكومة غير مكتملة الهياكل وأداء بطيء، ولا شك أن هناك أسباباً موضوعية لتباطؤ الأداء وأخرى غير موضوعية، ومن أهم التحديات التي تواجه عمل الحكومة الانتقالية مقاومة الدولة العميقة للحكومة الانتقالية وتعطيل دولاب الدولة، إضافة للتخريب المنظم للدولة عبر المؤسسات والأفراد، وأعتقد أن أداء السلطة التنفيذية ضعيف لكن أسّ البلاء هو الدولة العميقة.
حسب متابعتكم، ما هو سبب ضعف أداء الحكومة؟
أولاً، الاختيار لم يكن من طرف واحد، وكان يجب أن يُترك الاختيار لرئيس الوزراء وحده لكن هذا لم يحدث، وتنازعوه الاختيار وحملوه الفشل في وقت كان فيه الاختيار قائماً على الشخصنة ثم المحاصصات، وهذه الممارسات أسوأ من التي كانت في عهد (الإنقاذ)، ومن المؤسف أن تكون الشخصنة والمحاصصات بهذه الطريقة الصارخة (هذه بلوى).
يرى خبراء أن شعبية قوى الحرية والتغيير تدنت في الفترة الأخيرة، ما تعليقكم؟
نعم تدّنت شعبيتها وذلك لأسباب كثيرة، ولفهم هذا يجب الحديث أولاً عن تكوينها، وقد عملت (الإنقاذ) جهدها لاختراقها ونجح هذا الاختراق في إحباط ثورة سبتمبر ٢٠١٣م، ثم عادت ونظمت صفوفها وكرَّرت المحاولة في ٢٠١٨م، ونجحت في الوصول لاعتصام القيادة العامة، وخلال فترة الاعتصام كان قمة الاختراق من قبل الأجهزة الأمنية لقوى الحرية والتغيير وكثير من عناصرها، كما أن بينهم ثواراً حقيقيين، ونتيجة الاختراق نتجت عن أعمالهم قرارات مسمومة وترشيحات وفقاً للمحاصصات، وغالباً ما يرشحون أشخاصاً مشبوهين يتخفون في ثياب الثورة.
تبدو غير راضٍ عن الأداء السياسي، فما هي نظرتكم لأداء قيادات الأحزاب والقوى السياسية في ظل حديثكم عن الاختراق؟
نعم، بعض قيادات الأحزاب تم تدجينها، فمثلاً التوم هجو يمكن أن أقول صراحة إنه تم تدجينه، فأقواله وأفعاله ضد الثورة، وهو يخدم الدولة العميقة بشراسة.
ماذا تقصد بالدولة العميقة؟
المجلس العسكري في نظري هو امتداد للنظام البائد وجهاز أمنه.
كيف تُقيِّم الشراكة القائمة بين قوى الحرية والتغيير والعسكريين؟
شراكة مهزوزة، وعن هذه الشراكة أكتفي بالقول مقتبساً معنى الحكمة (من نكد الدهر على المرء أن يُفرض عليه التعامل مع من ليس غير التعامل معه بد).
وأعتقد أن المجلس العسكري هو العدو الأول للثورة، وللأسف المدنيون في المجلس السيادي تم تدجينهم وأصبحوا يركضون وراء أولياء نعمتهم.
ما هي توقعاتكم لنجاح أو فشل الفترة الانتقالية في السودان؟
مما لا شك فيه أن هناك مخاطر حقيقية تواجه الفترة الانتقالية، أبرزها تعطيل المجلس العسكري لدولاب الدولة، وظهر هذا في شكوى رئيس الوزراء من سيطرة الشركات الأمنية والعسكرية على (٨٠%) من الاقتصاد.
وفي المقابل هناك (نفاجات) أمل للعبور بالفترة الانتقالية أبرزها القوانين الأمريكية لدعم الثورة، وأعتقد أنها ستدعم التحول الديمقراطي في السودان. إضافة إلى ذلك هناك بعثة أممية ستصل السودان قريباً، وفي رأيي أن استلام البعثة الأممية لمهامها سيدعم الثورة، ولا شك أن العلاقات السودانية الخارجية ستدعم نجاح المرحلة الانتقالية.
ما هو المطلوب من القوى السياسية لإنجاح هذه المرحلة؟
أولا مطلوب من القوى السياسية ممارسة الديمقراطية داخل نفسها والانتباه لخطر الدولة العميقة، وذلك من خلال فضح أفعالها بالمستندات، ويجب أن تنتبه القوى السياسية للنتائج الإيجابية للوحدة فهناك حد أدنى للوحدة يجب أن يتم الاتفاق عليه.
ما هو رأيكم في اتفاقية سلام السودان الموقعة في جوبا؟
السلام ناقص وفيه تشويه، لكن ليس بالإمكان أفضل مما كان.
يتحدث البعض عن ضرورة العدالة الانتقالية، حسب تقديركم هل المسؤولون على قمة السلطة لديهم استعداد لتحمل ذلك؟
ليس لديهم استعداد لذلك، لكن الشعب سيحملهم هذا الوزر إلى أن يسلموا أنفسهم أو يهربوا إلى دول الجوار، وأعتقد أن جريمة فض الاعتصام وحدها كافية، وأرى أن البرهان هو المتهم الأول لأنه كان على رأس السلطة يوم مجزرة فض الاعتصام.
ما رأيكم في مجلس شركاء الفترة الانتقالية؟
أولاً انفرد البرهان بتشكيله، فهو يريد أن ينتزع السلطة من قوى إعلان الحرية والتغيير ليكون المجلس الحاضنة الجديدة، ثم يعزل حمدوك ويأتي بدمية من دمى مجلس شركاء الفترة الانتقالية.