السلطة المدنية بجنوب كردفان: المناهج سبب الصراع في السودان
كاودا: الخرطوم حسين سعد
نظَّمت السلطة المدنية للسُّودان بمناطق الحركة الشعبية في ولاية جنوب كردفان، الجديد مؤتمراً للتعليم بالمناطق المحررة السُّودان الجديد بمقاطعة هيبان في الفترة من 12 – 16 يناير 2021. تحت شعار: (المناهج التعليمية مرآة الأمة).
وقُدِّمت في المؤتمر العديد من الأوراق التي ناقشت بعمق كيفية تطوير المناهج التربوية لتواكب التطوُّر العلمي والتقني والتحديث، وتُخاطب التنوُّع الثقافي والإثني في البلاد في إطاره التاريخي والمُعاصر، وترتكز على القيم الإنسانية وبيئة المُجتمعات السُّودانية.
وشارك في المؤتمر (400) عضو من خُبراء التعليم بالمناطق المُحرَّرة بإقليمي جبال النوبة جنوب كردفان، الفونج الجديد النيل الأزرق، مُمثلي حكومة الإقليمين، رجالات الإدارة الأهلية، مُعلمي المدارس، فئات الطلاب والشباب والنساء، ومجالس آباء التلاميذ.
كما شارك فى المؤتمر الكاتب والباحث د. ابكر ادم اسماعيل عضو المجلس السياسى والقيادى بالحركة الشعبية لتحرير السودان شمال وخاطب المؤتمر كل من النور صالح البادل حاكم إقليم جبال النوبة ورئيس الحركة الشعبية بالإقليم الذي أكَّد إن قضايا التعليم والمناهج التربوية هي إحدى أسباب وجذور الصراع والمشكلة في السُّودان، وقال ان التعليم يأتي في مقدمة سلم أولويات السُّلطة المدنية في السُّودان الجديد ويتم إدارته بواسطة خُبراء ومُعلِّمين مُدرَّبين.
من جهته قدم تاو كانجلا تيه سكرتير التعليم بالسلطة المدنية للسُّودان الجديد في المستوى القومي قدم خلفية تاريخية للتعليم في السُّودان الجديد الذي بدأ بالمناطق المُحرَّرة منذ العام 1995 بجبال النوبة وفي العام 1997 بإقليم الفونج، وإن الفضل الكبير يرجع للقائد يوسف كوة مكي الذي أولى إهتماماً كبيراً للتعليم الذي بدأ بمدارس الغابة، ثم مدارس المجتمع، حتى وصل مرحلة المدارس المُكتملة. وأكَّد إن إدارة التعليم في المستوى القومي تسعى لتوفير تعليم نوعي يرتكز على المعارف والعلوم الأساسية، ويضع في الحسبان قضايا الهوية والتنوُّع الثقافي.
وفي المقابل قال كوكو محمد جقدول سكرتير التعليم بإقليم جبال النوبة جنوب كردفان، قال إن المركز إستخدم المناهج التعليمية للسيطرة على بقية القوميات في الهامش بإعادة إنتاجهم داخل حقل الثقافة الإسلامية العربية، وجعل اللغة العربية هي المعيار وشرط رئيسي للنجاح في الشهادة السودانية، وذكر إن طيلة فترات الحربين الأولى والثانية بذلت الحركة الشعبية جهوداً كبيرة في مسألة التعليم والمناهج.
وفي السياق اكد النور حسن الشافع سكرتير التعليم بإقليم الفونج الجديد النيل الأزرق أكَّد إنه برغم التحدِّيات التي تواجه العملية التعليمية في المناطق المُحرَّرة إلا إن السُّلطة المدنية ستمضي قدماً في مُعالجة المشكلات والإستمرار في تعليم الأجيال وتحقيق السُّودان الجديد.
وبدوره قال هاشم عبد الله إبراهيم سكرتير الحركة الشعبية بإقليم جبال النوبة جنوب كردفان، قال إن فكرة التعليم في المناطق المُحرَّرة بدأها يوسف كوة مكي الذي كان يؤمن بأن الأداة الرئيسية للتَّهميش تكمن في الحرمان من التعليم الإستراتيجية التي إتِّبعتها أنظمة المركز ضد شعوب الهامش، وإنه حتى الآن توجد تشوُّهات في بنية التعليم والمناهج التربوية في السُّودان، وأشاد بنظام التعليم في السُّودان الجديد.
الجدير بالذكر ان المؤتمر خاطبه عدد من خبراء التعليم والمسؤولين؛ وشهدت جلسات المؤتمر تشكيل لجان مُتخصِّصة ناقشت كافة القضايا. وفي الختام أقر المؤتمرون :أهداف المنهج التربوي وغاياته؛ وتوزيع السلم التعليمي على مراحل تعليم الأساس؛ وأقر المؤتمر على ضرورة غرس روح الوطنية والإنتماء لدى الطلاب من خلال المناهج؛ وأوصى بتطوير منهج الأساس؛ وطالب بسن قوانين لتطوير اللغات المحلية؛ ودعا لتوفير البيئة المدرسية الملائمة للعملية التعليمية.