(زينة).. كهربائية تضيء طريقها في سوق العمل
الخرطوم: عازة أبو عوف
(أنا قادرة)، عبارة رددتها (زينة) كأنها تريد أن يسمعها أي شخصٍ يُحدد للآخرين قدرتهم على العمل، ويُفصل في أي مجال يجب أن تكون المرأة.
زينة مع زميلات لها كثر؛ تم تدريبهن عبر المبادرة الاستراتيجية لنساء القرن الإفريقي شبكة (صيحة)، واستطعن كسر التنميط في المهن التي تم احتكارها للرجال فقط، وأظهرن كفاءة عالية حسب رواية المسؤولين في إدارة التدريب المهني.
تقول زينة أثناء حديثها في فعالية “انتزاع المساحات” التي نظمتها شبكة صيحة أمس، إنها استطاعت تجاوز الكثير من العقبات التي اعترضت سبيل تحقيق حلمها بالعمل في مجال كهرباء السيارات.
وروت زينة رحلتها لكسر التنميط في هذه المهنة، وحددت ثلاث محاور تمثل الصعوبات التي واجهتها، والتي بدأت من الأسرة، حيث رفض أشقائها فكرة تدريبها في مجال كهرباء السيارات، باعتبار أن النساء لا يمكنهن العمل في هذا المجال، وهو مخصص للرجال حسب نظرتهم، ولكن بعد نقاش وجدل استطاعت إقناعهم.
وبعد دخول زينة للتدريب اصطدمت بعقبة أخرى، وهي أن الأستاذ الذي يقوم بتدريبها غير مقتنع بأن النساء يستطعن العمل في المجال، وقالت إنه تعامل معها باستهتار في بادئ الأمر، ثم مع مرور الوقت استطاعت تغيير وجهة نظره.
وبعد تخرجها من معهد التدريب المهني ودخولها سوق العمل، واجهت زينة أصعب اختبار، وهو مواجهة الشارع العام من رفض بعض أصحاب العمل استيعابها متعللين بنظرة المجتمع، وآخرين امتنعوا خوفاً من (هروب الزبائن)، والبعض تعلل بخوفهم عليها من الألفاظ السيئة الموجودة في أماكن العمل.
وكشفت عن استفادتها من التدريب الذي خضعت له من قبل شبكة صيحة في عدة مجالات، أبرزها التدريب على المساواة النوعية والقانون العام، والقيمة المضافة، وختمت حديثها بقولها: (هذه الجرعات المكثفة من الوعي جعلتني قادرة على مواجهة المجتمع لأنني أصبحت على معرفة بحقوق النساء في العمل).
