الخميس, أبريل 25, 2024
مقالات

(القراية أم دق)

| في ما يتعلق |

بقلم: مشاعر عبد الكريم

دقيقة حداد كل يوم يجب أن نقفها على الشهداء الذين قدموا أرواحهم كي ننعم بالحرية والعدالة و الكرامة و الحقوق. ثم، لم يحدث شئ!
شئنا أم أبينا فإن الفترة الانتقالية أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك، إنها كما قالتها في ذات زلة لسان السيدة وزيرة المالية المكلفة السابقة (هبة محمد علي) (فترة انتقامية) * بكامل معاني الإنتقام السيئ و الذي يُقدم على طبق بارد و بوجه خالٍ من الملامح. نحاول بكل ما أوتينا من مقدرة على رؤية النصف الممتلئ من كوب العمل، أن نر شيئاً واحداً يمكننا به بث بعض الأمل لدى الناس و نفوسنا. لكنها تبوء بالفشل الذريع،حينما ترى على الحسابات السودانية على منصات التواصل تلك الكمية المهولة من طلبات المساعدة للبحث عن دواء غير موجود أو مساعدة من لم يتمكنوا من دفع فاتورة علاج لعزيزٍ لديهم.
(لدينا كتائب ظل تعرفونها جيداً)* الجملة التي ذكرها (علي عثمان محمد طه) واحد من أهم الشخصيات في النظام السابق، الغادر بامتياز لشيخهم الراحل (د. حسن الترابي).. هذه الجملة التي صارت اتجاهاً للتندر، على منصات التواصل الاجتماعي.هي بذات لغتها الحادة المبطنة بالتهديد و الوعيد، بذات الاستعلاء الاجتماعى و السياسي، هي بكل ما تحمله من تلخيص لنظام عاش بالتخويف و المفاضلة بين السودانيين بالولاء و الانتماء، هي ذاتها يتم استعمالها في الفترة الانتقالية بشكل مميز تراه في تقريب من يرون (العوج) و يزينونه بأنه درب عديل.
عدا الصحة و التعليم( الأليم) ، هل هنالك مجال جيد و يحدث فيه تحسن بعد مرور هذه السنوات على الثورة السودانية؟ حسناً، دعني أجيبك بشكل متفائل، نعم هنالك مجالات حدث فيها تحسن، وهي، مجال الأحزاب السياسية مجال حركات الكفاح المسلح، مجال قوات الدعم السريع، مجال المنافقون الذين ارتدوا ذات بذاتهم الملونة التي تصلح لكل زمان ومكان للاحتفال كل يوم بسرقة ثورة شعب كامل.
كامل التضامن معنا نحن الذين وثقنا في الأسماء قبل رؤيتنا للأفعال فقط، لأننا كنا نظنها (مدنية) كامل التضامن مع الأسر السودانية على امتداد هذا البلد غير الآمن، التي تحلم فقط بالحقوق الأولى للمواطنة. أيعقل أن تستمر مسرحية محاكمة رموز النظام السابق كل هذه السنوات دون إدانة لأحد منهم؟؟ مع وجود كل التسجيلات الصوتية والمصورة للجرائم؟ أيعقل أن تستمر فترة انتقالية تحاول أن (تعبر وتنتصر) دون وزير تربية وتعليم حتى الآن؟؟ أيعقل أن يستمر الموت و الاقتتال رغم كل اتفاقيات السلام الموقعة؟
موقعاً على تصريح رسمي رئيس الوزراء (د. عبد الله حمدوك) يقول (الأوضاع الاقتصادية والسياسية ما زالت هشة)! و كذلك الأوضاع الصحية و التعليمية و البيئية و الأمنية يا سيدي.. لكن لديك كتائب ظل تعرفها جيداً تكتب لك إن الكيك على أرفف المخابز و الأطفال ينامون بهدوء بعد أن يشربوا اللبن و يسمعوا حكاية المساء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *