السبت, أبريل 20, 2024
مقالات

وفد المستثمرين السعوديين إلى نيرتتي.. مناطق النزاع والمصالح

بقلم: هيثم مطر – المحامي

نشرت وسائط الاخبار خبرمهما تمثل فى زيارة بقيادة وزير مالية اقليم دارفور السيد/ عبدالعزيزمرسال حسب الله المعين بواسطة حاكم الاقليم السيد/ مني أركو مناوي على ذمة الإعلام بأن وزير المالية كان يعمل بالمملكة العربية السعودية حين تم تعيينه، سافر بطائرة خاصة إلى نيرتتى غرب جبل مرة برفقة وفد سعودي استثماري فى مهمة من واجبات وزير الاستثمار بحكومة دارفور الذي لم يعلن عن تعيينه حتى الآن.
الأمر الذي يثير الدهشة هو التخطيط للاستثمار في مناطق النزاع المسلح على مسافة قريبة من معسكرات النازحيين التى يستهدف قاطنيها المليشات المسلحة بشكل يومي، أن الاولوية للاستقرار عبر إنهاء الحرب و مسبباتها، ومحاكمة المنتهكيين، وطرد المستوطنيين الجدد من اراضي السكان الأصليين ومعالجة جزور الازمة قبل البدء في الاستثمار السعودي وهذا يدخل ضمن خطة صراع السيطرة على الأرض والموارد عبر الاستيلاء الاجنبي على اراضي السكان الاصلين فى مناطق جبل مرة الغنية حيث مشروع السافنا فى العهود السابقة.
تعتبر محلية نيرتتى من ضمن المناطق المعروفة بعدم الاستقرار الأمني حتى الآن حيث القتل والاغتصاب وهو جعل سكان نيرتتى إلى الاعتصام الشهير الذى سجل تضامن واسع من جماهير الشعب السوداني وقواه الثورية على خلفية فى ذاك الوقت .
فى ظل غياب المعلومات التى تكشف عن أسباب الزيارة لنيرتتي مما دعي الى استنكار شديد، صدرت عدت بيانات بهذا الخصوص من التنسيقية العامة للنازحين و اللاجئين ولجان مقاومة نيرتتى و حركة جيش تحرير السودان قيادة الأستاذ عبدالواحد محمد نور جميعها جاءت بالرفض لخطة الاستثمار السعودي و الزيارة التى سبقت زيارة وفد المحكمة الجنائية إلى اقليم دارفور فبدلا من تضع حكومة دارفور نشاطها فى دعم العدالة تفعل العكس بدعم ما يصب الزيت على النار.
على الرغم من توقيع اتفاقية سلام جوبا الا ان السكان الاصلين لازالوا بمعسكرات النزوح منذ ٢٠٠٤ و هذا يوضح ان فشل اتفاق جوبا ليس فى النصوص فقط بل فى طريقة تفكير الموقعين، سوف يزيد من الاحتقان و التعقيدات حال سيطرة المستثمرين وشركاءهم المحليين من الأفراد و الجماعات على الموارد بدوافع الاستثمار .
زيارة وزير المالية ووفده السعودي تكشف كمية التناقضات فى اتفاقية جوبا حيث لم يقومون بأي شكل من الأشكال بزيارة معسكرات النازحين الذين هم المستهدفين مما زاد من الشكوك حول أهداف الزيارة علما بأن البلاد تحت سيطرة سلطة الانقلاب العسكري و حاكم الاقليم صرح لوسائل الإعلام ( الصلاة بلا وضوء ) عدم صدور قانون يوضح صلاحياته بشكل كحاكم إضافة إلى ذلك أن هنالك اسئلة كثيرة تدور فى الاذهان مثل معايير و طرق تعيين حكومة الاقليم التى تم بمراسيم على نفس نهج سلطة ما بعد الانقلاب وتعيين بعد قادة المؤتمر الوطنى ( الكيزان ) المحلول .
الزيارة اجندتها المصالح كما حدث فى رغبة جهات خليجية لاستئجار الفشقة والصراع حول القاعدة البحرية بالبحر الأحمر و الاخري من صراعات دول المحاور و تحالفات العسكر الانقلابين وتقد حكومة دارفور الصراع الى دارفور وفقا للخطة المرسومة التى تمكنهم من دخول جبل مرة والسيطرة على الاراضى والموارد تحت اجندة الاستثمار.

نيرتتى قد لا تكون الأولى أو الأخيرة بل الاستهداف قد يشمل كل مناطق جبل مرة الغنية و التى تحمل مناخ البحر الابيض المتوسط .
هنآك رسالة مهمة للمستثمرين السعوديين ان إسرائيل فشلت فى انتزاع التطبيع من المكون العسكري لان الامر بيد القوى الثورية الحيه والشارع المتظاهر سلميا ولجان المقاومة كما فشله غيرها فى القاعدة البحرية و السيطرة على ميناء بورتسودان او حتى فكرة انشاء ميناء جديد لأنه كل الطرق تمر بالتغيير الجزري أولا مما يجعل مخاطر الاستثمار فى مناطق النزاعات و الأزمات ذات تكلفة عالية انسانيا و اقتصاديا كما هذا يعتبر مخالفة لالتزامات البلاد لدى المفوضية الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب فى عدم احترام حقوق السكان الاصلين

الى المستثمرين السعوديين موارد مناطق النزاع ملطخة بالدماء و لن تغسله سوى العدالة و أي خطوة تالية قد تعيد نيرتتي الى الاعتصام مرة ثانية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *