السبت, مايو 18, 2024
تقاريررياضةمجتمع

انطلاقة مدرسة للناشئين والناشئات.. تفاعل الشعوب عبر رياضة المصارعة السودانية

الخرطوم: الواثق تبيسة

شهدت منطقة الحاج يوسف الوحدة بولاية الخرطوم، يوم الثلاثاء الماضي، انطلاقة مشروع مدرسة الفنون القتالية المفتوحة الخامس للعام 2021م للشباب (طلاب وطالبات) لرياضة المصارعة (مصارعة النوبة) المصارعة السودانية.

وينفذ المشروع بواسطة الاتحاد الرياضي السوداني للمصارعة (S W F) بالتنسيق مع المركز الدولي للفنون القتالية (I C M) بكوريا الجنوبية برعاية منظمة اليونسكو (UNESCO).

ويُعنى المشروع بتنمية الشباب ومشاركتهم في نشر المصارعة كرياضة قتالية أفريقية سودانية أصيلة، وأنه يجب الحفاظ عليها كموروث ثقافي يورث للأجيال الحاضرة والقادمة.

وتم تحديد معايير وشروط لهذا المنشط والأعمار المستهدفة من سن (7 – 19) سنة من الجنسين البنين والبنات، وقد تم اختيار مدرستي الوحدة الوطنية الأساسية للبنات والوحدة الوطنية الأساسية للبنين، من قبل الاتحاد الرياضي السوداني للمصارعة لتنفيذ المشروع.

وبلغ عدد المشاركين من التلاميذ والتلميذات (150) مشاركاً ومشاركة بواقع (75) من البنين و(75) من البنات، وذلك العدد هو الأكبر في المشروع الكبير للمركز الدولي للفنون القتالية.

يذكر أن المشروع هو الخامس في العام 2021م.

وقال رئيس الاتحاد السوداني للمصارعة السودانية الله جابو كابو، لـ (مدنية نيوز) اليوم، إن مجلس إدارة الاتحاد السوداني للمصارعة يهتم بتربية النشء ولدية شراكات مع المجالس التربوية.

وأضاف أنه تم وضع جميع الاحتياطات الصحية اللازمة لحماية ووقاية المشاركين والمشاركات في الدورة من وباء (كورونا) بالتنسيق الكامل مع إدارتي المدرستين وأسر المشاركين والمشاركات.

وأوضح رئيس الاتحاد أن هناك فريقاً متكاملاً للتدريب والمتابعة، وهو فريق منسجم يؤدي تلك المهمة باحترافية وخبرة عالية، وأن فريق العمل يضم كل من (بدر الدين انقصير تنفور، مصطفى محمد حماد، وقمر صديق مهدي).

ومن جانبه أفاد المنسق العام نائب سكرتير الاتحاد السوداني للمصارعة عاطف علي طه، لـ(مدنية نيوز) أن المشروع وُضعت له دراسة علمية وتم التخطيط له لتأتي ثمرته لاحقاً، وأبان أن المشروع يأتي متزامناً مع فترة العطلة الصيفية للمشاركين والمشاركات حسب الفئات العمرية المختلفة، لتعليم الأجيال الصاعدة ضمن اهتمامات الاتحاد، وقال: (يتابع هذا المشروع من قبل المركز الدولي للفنون القتالية Mr .Han).

وأضاف المنسق العام ونائب سكرتير الاتحاد السوداني أن المشروع يستمر لمدة (5) أسابيع في الفترة من (14 يونيو إلى 18 يوليو) بواقع (3) أيام كل أسبوع وهي: (السبت، الثلاثاء والخميس) بواقع (4) ساعات يومياً: ساعتين في الفترة الصباحية من الساعة (7-9) للطالبات والفترة المسائية من (4 -6) للطلاب.

وتابع أن تدريب المشاركات والمشاركين في مدارسهم يتم بمتابعة وإشراف مباشر من رئيس الاتحاد الرياضي السوداني للمصارعة، عضو الاتحاد الأولمبي وعضو اتحاد المصارعة الأفريقية الله جابو سليمان كابو.

ومن جهته ذكر مدير مدرسة الوحدة الوطنية للبنين مبارك شاشة أن المدرسة تهتم بالمناشط التي تأتي ضمن النشاط اللاصفي لترويض الأذهان والأبدان، لتعزيز دور المجتمع والموروث الثقافي في ظل التعدد والتنوع في وطن يسع الجميع، ولفت لجهود أولياء الأمور في التعاون والاهتمام بالمنشط.

ومن ناحيتها أكدت مديرة مدرسة البنات عواطف موسى تيرة، تقديرها للاهتمام بتواصل الأجيال في نشاط موروث من الآباء والأسلاف، وقالت: (يأتي دور المدارس في التعبير عن المجهودات المبذولة من تعليم ومناشط ومهارات لعكس مقدرات الشعوب والتنوع وهذه الرياضة لم تجد حظها في التدريب والتنوير بثقافات أهل السودان)، وتابعت: (نأمل أن تنطلق للمنصات الدولية للتوييج والتعريف بها).

وفي السياق أكد رئيس رئيس الاتحاد السوداني للمصارعة السودانية أن المركز الدولي للفنون القتالية قدم مساهمة مُعتَبرة لهذا المشروع تتمثل في كل مسلتزمات المنشط لكل المشاركين والمشاركات.

وأكد رئيس الاتحاد الرياضي السوداني للمصارعة تقديرهم واهتمامهم لهذا للمشروع الذي وصفه بالكبير الذي يُقام بالتنسيق مع المركز الدولي للفنون القتالية بكوريا الجنوبية برعاية من اليونسكو.

وزاد أنهم من خلال هذا المشروع يعملون على تربية وتعليم البراعم والناشئين والشباب كقواعد للمصارعة السودانية (مصارعة النوبة) ورياضة المصارعة بوصفها رياضة قتالية للدفاع عن النفس وللمحافظة على تراث وثقافة أصيلة صمدت لـ (7) آلاف سنة في السودان، ويجري العمل على تسجيلها كعنصر غير مادي باسم السودان (جبال النوبة) ومن ثم تضمينها في المناهج الرياضية للمدارس وفي كل المراكز ونشرها على مستوى إفريقيا والعالم حتى تضمن كرياضة أولمبية.

وأردف أن المشروع سيرفد المنتخبات الوطنية بعدد من اللاعبات واللاعبين الذين يشكلون المستقبل ونواة حقيقة للمنتخبات الوطنية والأندية، وأن الاتحاد يعمل على أن تكون رياضة المصارعة في كل المدارس للتنافس القومي في ربوع الوطن الحبيب.

وأشار رئيس الاتحاد إلى أن رياضة المصارعة بدأت منذ أكثر من (200) سنة قبل الميلاد، يمارسها شعب النوبة باعتبارها تراثاً وثقافة بطقوسها وتقاليدها وفناً من فنون النوبة، وأن كل السودانيين أصبحوا يمارسون هذه الرياضة، وذكر: (سنعمل على جعل كل أبناء وبنات السودان يتنافسون على هذه الرياضة ونساهم في نشرها في إفريقيا والعالم بقدر ما فعل الكوريون واليابانيون واليونانيون وغيرهم من الأمم في نشر ثقافاتهم ورياضاتهم على مستوى العالم مثل التايكندو والكراتيه والمصارعة الرومانية والكونغ فو وغيرها من الرياضات).

واعتبر كابو، أن نشر رياضة المصارعة السودانية يعد شرفاً كبيراً للسودان، حيث تجد الاهتمام الكبير، وردد: (ظللنا نعمل لسنوات طويلة بغية الوصول إلى هذا العمل الكبير والنجاح المحترم الذي ستكون له نتائج كبيرة في المستقبل القريب والبعيد في ظل وطن جديد يحترم ثقافة التعدد والتنوع، وأن تساهم ضمن الرياضات النادرة والمميزة).

وأوضح رئيس الاتحاد أن المصارعة السودانية (مصارعة النوبة) قد شاركت في مهرجان الشعوب الأصيلة في كوريا الجنوبية في الأعوام 2002م 2003م، وكان يمكن أن تشارك في العام 2019م ولظروف خارجة عن إرادتنا لم تتم المشاركة، ومن الفرسان والأبطال الذين شاركوا في ذلك المهرجان الكبير على سبيل المثال ليس للحصر: (عبد الباقي حماد الملقب بعيشة عيشتين – الطيب دفع الله الملقب بالجمل – بدر الدين انقصير الملقب بمروحة – صالح الفكي الملقب بالإسعاف – جمعة الحاج الملقب بسلك – ياسر الضو الملقب بباب الميناء، وكابتن كندورة).

وبدوره قال اللاعب ياسر الضو حربة، الذي شارك في أولمبياد كوريا 2003م في إفادة لـ (مدنية نيوز)، إن هذه الرياضة تحتاج لاهتمام من الدولة بفتح المساحات التي تساهم في خلق السلام والتواصل مع الشعوب الأخرى وتبني وجداناً مشتركاً، كما لدى زملائي من إثنيات وأعراق مختلفة إلا أنهم يمارسون هذه الرياضة كرياضة سودانية أصيلة.

وحول ذات المنشط تحدث الأستاذ الجامعي د. آدم موسى، لـ (مدنية نيوز) بأن الشعوب لا تتفاعل إلا بفنها وتراثها، وأنه من هذا الباب يمكن للمصارعة كرياضة أن تسهم في عملية السلام، وأن نعزز قيمة المورث والصلات الطيبة بين الممارسات والممارسين لهذا المنشط ولكل الشعوب الأصيلة التي لها حقوق حسب الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *